ابن جنين انا كتير مرتاح في الروم واتمنا اكون واحد من اهل الروم المميز وانا بحب الناس الي في كتير

قصص أخرى من مخيم جنين: الجنود الإسرائيليون قتلوا عمدا حتى طيور الكناري والعصافير

ممرض: رأيت قناصا يقتل شيخا في السبعين من عمره خرج ليتشمس عند باب بيته * شاهدة عيان: اعتقلوا الرجال وجردوهم من ملابسهم وضربوهم أمام زوجاتهم وأطفالهم ووضعوهم أمام الدبابات

مخيم جنين: موللي مور ولي هوكستادر *
قالت الفلسطينية تمام رجا انها بقيت تحت بطانيتها وهي ترتعد عندما كانت تسمع صرخات الاستغاثة والألم من جيرانها الذين انهار المنزل عليهم اثر اطلاق طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية صواريخها على مجموعة من المنازل. وعندما اصاب قناص اسرائيلي زوج ابنتها في غرفة تقع في الطابق الاعلى في المنزل نفسه كان افراد الاسرة وتمام يبكون ويتنهدون، اذ لم يكن بوسعهم ما يفعلونه لوقف النزيف المستمر بعد اصابته برصاص القناص الاسرائيلي. بعد مرور حوالي ربع الساعة اطلقت الهليكوبترات القاذفة للقنابل، التي زودت الولايات المتحدة بها اسرائيل، مجموعة اخرى من القذائف التي دفنته حيا ولم تسمع تمام صرخات استغاثته بعد ذلك. كان الهجوم الاسرائيلي على معسكر جنين للاجئين الفلسطينيين الاكثر كثافة خلال الحملة العسكرية الاسرائيلية التى قال رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون انها تهدف الى ضرب البنية التحتية للارهاب. وكانت اشرس مقاومة هي تلك التي قابل بها الفلسطينيون الهجوم العسكري الاسرائيلي في مخيم جنين. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية قتلت المئات من سكان المخيم. واثار غضب المسؤولين الفلسطينيين تصريح الجيش الاسرائيلي بأنه سيخلي جثث المقاتلين الفلسطينيين ويدفنها في مقابر خاصة اطلق عليها الجيش الاسرائيلي «مقابر الاعداء» على بعد 25 ميلا الى الجنوب الشرقي من وادي الاردن. وكان الجيش الاسرائيلي قد نفى ما ورد في تقارير فلسطينية اشارت الى ان سجناء فلسطينيين قتلوا ودفنوا داخل المخيم، اذ اشار متحدثون باسم الجيش الاسرائيلي الى ان عدد القتلى الفلسطينيين يتراوح بين 150 و200 كما اصروا كذلك على ان الجثث لم تدفن بعد. ورغم النفي الاسرائيلي، فإن الشائعات التي تدور بين الفلسطينيين تحدثت حول ارتكاب القوات الاسرائيلية فظائع داخل المخيم بما في ذلك قتل سجناء فلسطينيين، بيد انه لم ترد تأكيدات لهذه الانباء كما لم يؤكد شهود عيان حتى الآن ذلك. ولا يزال الجدل دائرا بسبب رفض الجيش دخول الصحافيين او ممثلين للمنظمات او حتى السكان الى اجزاء المخيم التي شهدت وقوع اكبر الخسائر. وفي دوامة الاتهام والنفي، قال الفلسطينيون ان عدم السماح لذوي المقاتلين بأخذ جثث الضحايا الغرض منه التغطية على ما حدث من تجاوزات. وكان نواب عرب في الكنيست ومعارضون لخطة الجيش قد تقدموا بطلبات لمحاكم استئناف اسرائيلية بوقف عملية الدفن التي اعلن عنها الجيش الاسرائيلي.
* صدور قرار بمنع الدفن
* مهما كان العدد النهائي للضحايا، فإن الفلسطينيين الذي فروا من المخيم او جرى اخراجهم منه خلال اليومين الاخيرين، وصفوا مشاهد دمار بشعة وهجمات مرعبة ومعاملة قاسية من جانب الجنود الاسرائيليين. وقال هؤلاء ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا النار على الناس بصورة عشوائية من خلال نوافذ بيوتهم، كما استخدموا المدنيين كدروع بشرية عند اجراء التفتيش من منزل الى آخر بل وقطعوا رؤوس طيور الكناري التي يملكها شخص من سكان المخيم يعمل في مجال تربية الطيور. تقول تمام (44 عاما) ان الجنود الاسرائيليين لم يتركوا أي شيء في المخيم. قالت وهي تمسك جبهتها بيديها اللتين كانتا ترتجفان «لم يتركوا طفلا او شجرة او قطة.... حتى اذا حرك الهواء الستارة يطلقون النار علينا فورا». بدأ الهجوم على مخيم جنين للاجئين، الذي يسكنه حوالي 13000 فلسطيني، الساعة الثالثة بعد ظهر يوم 3 ابريل (نيسان) الحالي، وعلى مدى تسعة ايام استمر القصف المكثف وانتهى بعد ظهر يوم الخميس، حسبما قال سكان المخيم. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون ان مخيم جنين هو المقر الرئيسي للانتحاريين الذين اثاروا الرعب في اسرائيل خلال الاسابيع الاخيرة. قال محمد علي (17 عاما)، وهو من سكان المخيم، ان القصف عندما بدأ تسبب في تطاير كل زجاج المنزل. وظل علي واسرته يختبئون في مطبخ المنزل الذي يعتبر اقوى جزء فيه وذلك عندما كانت المنازل المجاورة تتعرض لصواريخ الهليكوبترات من الجو والجرافات من على البر. يقول محمد علي انه خاطر بحياته ومد رأسه من النافذة ليرى ما يحدث في الخارج ورأى بالفعل بقايا خمس جثث تحت ركام مبنى منهار بينهم طفل صغير، ويعتقد انهم ماتوا بسبب انهيار المنزل فوقهم بفعل تدميره بواسطة الجرافات.
ويقول محمود ابو سامن (40 عاما) ان الهليكوبترات القاذفة للقنابل اطلقت 14 صاروخا على منزله. واضاف ان الجنود الاسرائيليين كانوا يتحركون في الشوارع وطلبوا من السكان الذين تزيد اعمارهم عن 15 عاما الخروج الى الشارع حيث اجبروا على ازالة ملابسهم. ويضيف كذلك انهم اقتادوه معهم وامروه بفتح ابواب المنازل ومطالبة الناس بالخروج من منازلهم. وعندما سمح له الجنود بالذهاب الى منزله وجد انهم قطعوا رؤوس كل طيور الكناري والعصافير الاخرى التي كان يعمل في تربيتها، فحتى الطيور، حسب تعليقه، لم تسلم منهم. حاولت تمام وزوجها وبعض اطفالهما الخروج من المخيم ضمن مجموعة كانت ترفع راية بيضاء. ورغم ان الجنود الاسرائيليين كانوا يعلمون تماما ان هذه المجموعة من المدنيين، فإنهم اطلقوا النار عليهم وفر افراد المجموعة للنجاة بارواحهم ولم تر تمام زوجها منذ تلك اللحظة. وتقول ربيعة نجم انها وثلاث نساء في العشرينات من العمر خرجن من المخيم ومعهن اربعة اطفال صغار السن ومولود في الشهر الثالث من عمره. واضافت انهن اخرجن عنوة من البيوت واعتقل الجنود الاسرائيليون ازواجهن وضربوهم امامهن، كما ذكرت كذلك ان الجنود الاسرائيليين طلبوا منهن الخروج من المنازل والا سوف تنهار وهم بداخله. وقالت ربيعة ان الجنود الاسرائيليين جردوا المعتقلين الفلسطينيين من ملابسهم ووضعوهم امام دبابة وعندما بدأت النساء في الصراخ وضعوا النساء والاطفال، الذين يقدر عددهم بـ150، في غرف صغيرة. ولا يعرف حتى الآن مصير المعتقلين. واعترف الجنود الاسرائيليون بأن القوات دمرت المنازل لافساح الطريق امام مرور الدبابات بغرض الهجوم على المنازل داخل المخيم حيث كان يخضع المقاتلون الفلسطينيون للحصار، بيد ان الجيش الاسرائيلي نفى ارتكاب أي فظائع او عمليات قتل عشوائي. وقال قائد مجموعة دبابات اسرائيلية امر الصحافيين بالخروج من المخيم يوم الجمعة ان مهمتهم تنحصر في القاء القبض على الارهابيين. واضاف انهم يدخلون المنازل مرة واحدة فقط، كما قال معلقا: «رأيتم ماذا تفعل الجيوش الاخرى مثل الجيش الاميركي.... انهم يقصفون وينتهي الامر بذلك.... اننا لا نطلق النار بدون اسباب، فاذا اطلقنا النار على منزل يعني ذلك اننا تعرضنا لاطلاق نار من داخل المنزل.... هل تعتقدون اننا حيوانات نفعل ما نشاء»؟
ويؤكد العديد من الفلسطينيين انهم رأوا القوات الاسرائيلية تقتل مدنيين غير مسلحين، اذ قال الممرض اسعد حشاش انه شهد بعينيه قناصا اسرائيليا يقتل شيخا عمره حوالي سبعين عاما امام منزله عندما خرج بعد عدة ايام ليرى الشمس. واضاف حشاش، الذي لم يستطع على مدى عشرة ايام الوصول الى المستشفى الذي يعمل فيه، ان قناصا اسرائيليا قتل راعيا للاغنام، وفي كلتا الحالتين لم يسمح لسيارات الاسعاف بالعمل. ويؤكد حشاش ما ذكره آخرون بأن الذي يصاب برصاص القناصة الاسرائيليين يترك وهو ينزف حتى الموت. وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي، الجنرال رون كتري، قد صرح لراديو اسرائيل بأن المئات قتلوا في مخيم جنين للاجئين، وفي بيان لاحق ذكر الجيش الاسرائيلي ان الناطق باسمه اراد فقط توضيح التعليقات التي وردت حول الخسائر التي وقعت في مخيم جنين، ولم يعلن حتى الآن عن عدد القتلى. وفي قطاع غزة تظاهر مئات الفلسطينيين تأييدا للمسلحين الذين لقوا حتفهم في مخيم جنين خلال القتال. وذكرت اجهزة اعلام فلسطينية ان اطباء في مستشفى مدينة غزة قالوا ان ثلاثة من الاطفال الذين ولدوا خلال الايام الثلاثة الاخيرة اطلق عليهم اسم «جنين